بحث

الدرس 14 – التأمل س. و ج. – لا يحدث الكثير

8:56 ص  | 


From: Yogani
Date: Tue Nov 18, 2003 0:56pm

س: اشكركم على تمرين التأمل . و لكن لا يبدو انه يعطي اي مفعول معي ،
فأنا اكرر المانترا كما ذكرتم رغم اني انسحب الى الافكار لكني اعود الى
المانترا كلما تذكرت مرارا و تكرارا حتى تنتهي العشرون دقيقة المقررة ،
و لكن للاسف لا يحدث شيء . و هذا الامر ممل . فهل السبب اني لست مناسبا ؟

ج: يتوق جهازنا العصبي الى اختبار نعيم الصمت تلك الحالة من الغبطة ,
فقد خلقنا لذلك و لا يُستثنى من هذا الأمر أحد . لكن كل نظام عصبي يعاني من
عوائق نتيجة تراكم الطاقات و الكارما السلبية التي يكتسبها الانسان خلال
رحلة حياته , و هذه الاخيرة تعيقنا عن بلوغ تلك الحالة السامية و الرؤية
الباطنية. فاليوغا عملية تطهيرية تهتم بإزالة تلك العوائق و تنظيف
نظامنا العصبي ، لنصل الى الاتحاد بين طبيعتنا الداخلية و الخارجية .
اثناء التأمل نعرف ان العملية التطهيرية تعمل من خلال فقداننا للمانترا و
انسحابنا لسيال من الافكار. فهذه الافكار اثناء عملية التأمل تعتبر دليلا
على تحرر شيء ما بمعنى اخر دليل على العملية التطهيرية. فعندما ندرك
اننا خرجنا عن المانترا نعود مرة اخرى اليها بطريقة لطيفة و سلسة دون ان
نفرضها بالقوة او نحاول افراغ عقلنا او توضيح نطقها. و اذا استطعنا ان
نجعل هذا الامر عادة فان عقلنا مع الوقت سيُصبح اكثر هدوءاً و صمتاً بشكل
تدريجي.

حتى الآن كل افكارنا الواعية تتجه نحو الخارج لكن المانترا I AM تتجه نحو
الداخل، لتأخدنا الى مصدر افكارنا، الوعي الصافي اللامحدود . لكنه لا
يُختبر دائما بهكذا اوصاف عظيمة بل ببساطة بفقدان المانترا و العودة
اليها، او دخول حالة اللاافكار و اللامانترا ثم الوعي بالافكار ثم العودة
الى المانترا مرة اخرى. و هكذا تستمر العملية التطهيرية. فهذه هي عملية
التأمل المثالية و هذه هي العادة التي نريد ان نُحصلها يوميا و التي
ستقودنا الى الازلية و اللامحدود. التجارب و الاختبارات ستتوالى مع استمرار
و تقدم العملية التطهيرية لكنها ليست معياراً لتقييم مدى صحة عملية
التامل التي نقوم بها، فهذه العملية جد محددة و يمكننا الاحساس او عدم
الاحساس بالتوسع الباطني اثناء أي يوم نعيشه . هل فهمت الآن ؟

يمكننا تشبيه هذا الامر بالحفر للحصول على كنز مخفي، فالحفر الجيد هو
تقليب الارض و تحريكها بشكل معين يمكننا في النهاية من الوصول بكفائة الى
الكنز المخبأ المليء بالذهب و الجواهر الذي ينتظرنا. يمكن للحفر نفسه ان
لا يظهر على شكل كنز و لكن مع ذلك فهو الذي يوصلنا الى ذلك الكنز. الجيد
في هذا الامر انه مع ممارسة التأمل على المانترا يمكننا ان نحصل على
لمحات عن الذهب اثناء الحفر ( الممارسة ) او خارجه في حياتنا اليومية .
مع الوقت و الممارسة تتراكم تجاربنا مع الذهب تدريجياً و في يوم ما سنجد
اننا الذهب. فمنذ اليوم الاول نبدأ برؤية العالم بشكل مختلف. عن طريق
ممارسة اليوغا و التأمل ننظف نافذة جهازنا العصبي و نطور فهماً عميقاً
يقودنا الى الحقيقة. فهذه هي حقيقتنا و بذلك تم الكشف عن لغز الحياة،
نحن عبارة عن حالة من الغبطة اللامتناهية .

لذلك واظب على تمرين التأمل هذا عشرين دقيقة و مرتين باليوم و ذلك عبر
تحفيز نفسك للوصول الى الحقيقة المخفية بباطنك. و اثناء طريقك ستجد دلائل
على تقدمك و اقترابك من تحقيق الهدف الاعظم لكل انسان . و كلما زادت
تجاربك عمقاً لن ترغب في ايقاف عملية تسهيل هذه القدرة الطبيعية التي
تمتلكها، لان ما تكشفه هو نفسك، حيث ستكون ذاتي الدفع.

و مع الوقت ستضيف مجموعة من الممارسات التي ستزيد من فعالية و عمق تمرين
التأمل مثل البراناياما و مُلحقاتها و ممارسات أخرى اكثر تقدماً.

المعلم في داخلك.

شارك
المشاركة بواسطة محمود بدران
صاحب الموقع

قوالب مدونات بلوجر

المتابعون

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

Blogger templates. Proudly Powered by Blogger.
تعريب وتطوير: قوالب مدونات بلوجر