بحث

الدرس 13 - التأمل -- إيقاظ البذرة الصامتة

8:54 ص  | 


From: Yogani
Date: Sun Nov 16, 2003 0:08pm

لدى عقلنا قدرة طبيعية على أن يكون ساكن. عندما يكون ساكن. نكون على
إتصال مع العبقري الذي فينا. ألبرت أينشتاين قال أن الأفكار التي قادته
الى نظرية النسبية أتت إليه أثناء لحظات التفكر الهادىء. موزارت سمع
ألحان و نوتات في الأعماق الصامتة من عقله. كل ما كان عليه أن يفعله هو
ان يكتبهم. ونحن نعلم أن إسحاق نيوتن أتى بقوانين الحركة والجاذبية و هو
يرتاح تحت شجرة تفاح. إن كانت تفاحة قد وقعت على رأسه ام لا فلا أحد يعرف،
ولكن من دون أي شك عقله الهادىء قد أنتج كنز من المعرفة. بإمكاننا أن
نذكر المزيد من الأمثلة، ولكن الفكرة وصلت لكم. العقل الساكن لديه قدرة
عظيمة. ولكن هذا ليس كل شيء. العقل الساكن هو مسالم، لطيف وصحي، ويشع
هذه الصفات عبر الشخص نحو محيطه. الناس الذين يعرفون كيف يجعلون عقلهم
ساكن ليسوا فقط على إتصال بالقدرة الداخلية الخلاقة، هم أيضاً يشعون شباباً
و تفاؤلاً يؤثر على كل من هم بقربهم. "لديهم ذبذبات جيدة".

بوقت سابق تحدثنا عن الوعي (اليقظة – المراقب). طبيعتنا بجوهرها هي سكون
و صفاء مليء بالغبطة. إنها ما يقع خلف العقل، ما يتم إختباره عندما يُصبح
العقل ساكن. إنها مستودع لا متناه من الصفات التي ذكرنا الآن، البُعد الذي
نعرفه كالله، هو دائماً هنا في داخلنا. لذا ورد في التوراة، : كُن ساكن
واعرف أنني أنا هو الله". للدخول الى المقدس جل ما يجب علينا معرفته هو
كيف نكون ساكنين.

التأمل هو العملية المنهجية التي تسمح للعقل بأن يكون ساكن لفترات معينة
كل يوم. عبر فعل هذا يومياً على مدى أسابيع، أشهر وسنين، الهدوء، الوعي،
يُصبحان ظاهرين اكثر عندما يكون العقل نشيط عندما لا نكون نتأمل، وحياتنا
اليومية ستغنى كثيراً. عبر التأمل، العلاقة بين الوعي والعالم تتغير
تدريجياً. هذه هي منهجية اليوغا، الاتحاد. إنها الخطوة الأولى. متى ما بدأ
السكون اللطيف بالظهور في حياتنا اليومية، الكثير من الأمور الأخرى ممكن
أن نقوم بها لكي نحسنه و نوسعه. ولكن اولاً يجب أن نضع لنا قدم في الوعي،
أن نوقظ البذرة لما نحن عليه حقيقة.
لقد تم الذكر ان العقل له القدرة الطبيعية على أن يُصبح ساكن. في التأمل
العميق الذي سوف نمارسه هنا، سوف نحصد هذه القدرة الطبيعية. بالحقيقة،
كل الممارسات التي سوف نتعلمها هنا (وعددها لا بأس به)، سوف نكون عبرها
نحصد قدراتنا الطبيعية.
الفكرة هي أن نُريكم كيف تستفيدوا من الهبات التي هي لدينا أصلاً. سوف نضيف
فقط بعض الرافعات المميزة هنا و هناك لكي يتم تفعيل تلك الهبات
الطبيعية. الباقي سيكون متوقف عليكم. إذا طبقتم ما تعلمتم، واستمريتم
عليه، بيوم من الأيام سوف تعرفون أنكم آلة مصنعة للغبطة و السلام، قادرين
على إختبارات أبعد بكثير مما يتصوره العقل.


آه نعم، أنتم حقاً كذلك. التأمل هو الخطوة الأولى.

الأفكار تتأتى على رأسنا من اللحظة التي نستيقظ فيها الى اللحظة التي
ننام، وعندها المزيد يأتي أثناء الأحلام. وبالرغم نقول أن العقل لديه قدرة
طبيعية على أن يكون ساكن. كيف ذلك؟

سوف نستعين بفكرة لكي نفعل هذا. ليس فقط أي فكرة. فكرة مميزة
تُدعى "مانترا". سوف نستعمل طريقة معينة لكي نفكر بهذه المانترا بطريقة
تجعل العقل يفعل ما هو قادر عليه بسهولة إن أعطي الفرصة، ان يكون ساكن.

بالحقيقية من الممكن إستعمال أي فكرة للتأمل كما برهن العلماء لنا
بالسنوات الثلاثين الماضية. ولكننا نفضل إستعمال فكرة معينة، واحدة لديها
صفات ذبذبية، واحدة تُنتج تأثير معين بالنظام العصبي. وهي أيضاً واحدة
بإمكاننا تحسينها عندما تتقدم ممارستنا، ولكن نتحدث عن هذا لاحقاً.
المانترا التي سنبدأ بها هنا هي:

…I AM…

لن نركز على معنى المانترا I AM أثناء التأمل. نحن مهتمين بالصوت وليس
بالمعنى. نحن سوف نستعمل الصوت هنا. نحن نسعى وراء تأثير الذبذبات الذي
ينتج عن هذا الصوت بداخل عقلنا ونظامنا العصبي. لربما هذه التأثيرات
العميقة بداخلنا هي السبب الذي وراءه تم تقدير هذه الكلمة كثيراً عبر
القرون. ما سوف نركز عليه هو التركيز على الاستعمال الصحيح للمانترا في
ممارسة التأمل. عندها سوف نحصل على أفضل النتائج.
هكذا سوف نستعملها:

فلنبحث عن مكان هادىء بإمكاننا الجلوس فيه، من المفضل مع دعامة للظهر.
نريد أن نزيل الإعاقات الغير ضرورية. فقط نجلس و نرتخي بمكان بإمكاننا أن
نغلق عيوننا فيه لمدة عشرون دقيقة من دون أن تتم مقاطعتنا.

متى أصبحنا مرتاحين بجلستنا، نغلق عيوننا على مهل. سوف نلاحظ أفكار، جدول
من الأفكار. هذا لا بأس به. فلنراقبهم فقط من دون أن نعيرهم إهتمام. بعد
دقيقة، أدخلوا بلطف فكرة …I AM… وابدأوا بترديدها بسهولة و من دون بذل
نشاط داخل عقلنا. إذا ذهب عقلنا مع مع أفكار أخرى، سوف نلاحظ عاجلاً أم آجلاً
ان هذا قد حصل. لا تقلقلوا بشان هذا. هذا أمر طبيعي. لما تلاحظون انكم لا
ترددون المانترا، بلطافة عودوا اليها. هذا كل ما عليكم فعله. رددوا
المانترا بسهولة. الهدف هو ليس أن نبقى عليها. الهدف هو أن نتبع العملية
البسيطة لتفكير المانترا، فقدانها، والعودة اليها عندما نجد أننا
فقدناها.

لا تقاوموا اذا كانت المانترا تتحول أقل ملاحظة. تفكير المانترا ليس من
الضروري ان يكون عبر لفظ واضح وقوي.
I AM من الممكن إختبارها على عدة مستويات بعقلنا و نظامنا العصبي. عندما
نعود اليها، نعود الى مستوى مريح، لا نضغط من اجل لفظ واضح او عدمه.
مارسوا هذه العملية لعشرين دقيقة، وعندها و أعينكم مغلقة، خذوا بعض
الدقائق لترتاحوا قبل أن تقوموا من مكانكم.

هذه الممارسة يجب أن نقوم بها مرتين كل يوم، قبل أن نبدأ نشاطاتنا
اليومية والليلية. من المفضل أن تتم قبل تناول الطعام، لأن عملية الهضم
من الممكن أن تتدخل بعملية التأمل. إجعلوا الامر إلتزاماً لأنفسكم لكي
تطبقوها على فترة بضع أشهر. أعطوها بعض الوقت لكي تعمل. ستُذهلون من
النتائج، وعندها سوف ترغبون بالاستمرار نحو الامام من أجل المزيد و المزيد.

هذا يكفي للآن.

في الدروس المقبلة، سوف ندخل في تفاصيل أكثر عن عملية التأمل و نتائجها.
بعد ذلك سوف نبدأ بالعمل على قدرة طبيعية أخرى هي لدى كل منا، قدرتنا
على إستعمال النفس لكي نحرك السكون بداخلنا مع نشوة و سعادة لا تنتهي.

المعلم في داخلك.

شارك
المشاركة بواسطة محمود بدران
صاحب الموقع

قوالب مدونات بلوجر

المتابعون

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

Blogger templates. Proudly Powered by Blogger.
تعريب وتطوير: قوالب مدونات بلوجر