بحث

الجزء الثالث من دورة العقل الباطن

9:11 ص  | 

قد یتسائل احد منكم : ما ھو الایحاء ؟

الایحاء ھو عمل او سلوك یستھدف وضع شيء ما في ذھن و عقل احد الاشخاص و ھو عملیة

عقلیة یقبل الشخص من خلالھا الفكرة التي اوحیت إلیھ و یضعھا موضع التنفیذ

**عندما اتحدث عن الایحاء أكثر سیسھل علیكم فھمھ**

القوة الرھیبة الكامنة في الایحاء

إلیكم ھذا المثال الذي یوضح القوة الرھیبة للایحاء ، لنفترض ان احد طاقم سفینة اقترب من احد

ركاب سفینة یبدو علیھ القلق و الھلع ، وقال لھ ( انك تبدو مریضا ، ان وجھك یبدو علیھ الشحوب

، انني اشعر بأنك ستصاب بمرض دوار البحر ، دعني اساعدك في الوصول إلى كبینتك ) سیتحول

لون وجھ الراكب إلى الاصفر ، فھل تعلمون لماذا ؟

لان ایحائھ للراكب بأنھ سیصاب بمرض دوار البحر ارتبط بمخاوف الراكب ذاتھ و ھواجسھ ، و قد

قبل الراكب مساعدتھ لھ للوصول إلى كبینتھ وبالتالي اصبح ایحائھ لھ أمرا واقعیاً

ولكن تختلف ردود الفعل تجاه نفس الایحاء

في الواقع ان الناس على اختلافھم یظھرون ردود فعل متباینة تجاه نفس الایحاء بسبب حالة العقل

الباطن او معتقداتھ ، فلنفترض ان احد طاقم السفینة ذھب إلى راكب آخر وقال لھ( انك تبدو مریضا

جدا ، الا تشعر بأنك مریض انت تبدو لي أنك ستصاب بدوار البحر) وھنا اما ان یسخر من دعابتھ

او لا یھتم بحدیثھ ، اذاً احائھ للراكب بمرض دوار البحر لم یجد آذاناً صاغیة من جانبھ لان ایحائھ

ھذا ارتبط في ذھنھ بالمناعة ضد ھذا المرض و بالتالي لا یسبب ھذا الایحاء أي خوف أو قلق و


لكنھ یحقق الثقة بالنفس





اذا كل انسان لدیھ مخاوفھ الخاصة داخل نفسھ ، و لدیھ معتقداتھ و آراؤه ، و ھذه الافتراضات

الداخلیة ھي التي تحكم و تدیر حیاتنا ، و ھذا الایحاء او الافتراض لا یمتلك القوة في حد ذاتھ إلا في

حالة قبولكم لھ عقلیا ، وھذا یؤدي إلى تدفق قوى عقلكم الباطن بطریقة مكبلة بالقیود ، ووفقا

لطبیعة الافتراض أو الایحاء

القوة البناءة و الھادمة للایحاء

كثیر ما نصادف في حیاتنا ایحاءات من قبل الاخرین و ھذه الایحاءات تسمى بالایحاءات المتغایرة

اي الایحاءات التي تأتي من شخص آخر ، و قد تكون بناءة و قد تكون ھادمة

فقد یستخدم البعض الایحاء في التدریب على الضبط و السیطرة على النفس ، و لكنھ للاسف یستغل

في قیادة الاخرین الذین لا یعرفون قوانین العقل و السیطرة علیھا

واذا استخدم في شكلھ البناء یعطي شیئا رائعاً ، بینما اذا استخدم في شكلھ السلبي والھدام یصبح

من اكثر العوامل الھدامة لانماط استجابة العقل و ینتج عن ھذا الجانب السلبي للایحاء انماط من

البؤس و الفشل و المعاناة و المرض

فكثیرا منا ، في مراحل حیاتھ قابل ایحاءات سلبیة من قبل الاخرین او من قبل انفسنا قد نقبلھا بدون

وعي ومن ھذه الایحاءات ( انت لا تستطیع ) ( إنك لن تبلغ او تصل إلى اي شيء ) ( انك سوف

تفشل ) ( ما الفائدة لا احد یھتم ) ( ان الامور تزداد سوءا ) ( انك لن تستطیع ان تحقق النجاح ) (

ستصبح قریبا مفلساً (

ان ھذه الایحاءات تھدم الانسان و تحطمھ فاحذروا اعزائي ، لا تطلقوا ھذه العبارات على النفسكم ،

فكل انسان لدیھ قوة و طاقة و موھبة سیتطیع ان یصل إلى ما یرید ، ویمكنكم رفض الایحاءات

السلبیة التي یطلقھا الاخرین اتجاھكم ، فانتم لستم مضطرین بأن تتأثروا بایحاءات ھدامة من الغیر





انظروا حولكم اعزائي ستجدون ان الاصدقاء و الاقارب و الاخوة كل منھم یسھم في حملة من

الایحاءات السلبیة ، و سوف تجدون الاكثیر من ھذه الایحاءات غرضھا ان تجعلكم تفكرون و

تشعرون وتتصرفون مثلما یرید الاخرون و بالوسائل التي تحقق مصلحتھم و للاسف ، فلا تسمحوا

لھذه الایحاءات بھدمكم


 

3-قدرة عقلكم الباطن على المعجزات
4-دور عقلكم الباطن فى الشفاء
علیكم ان تدركوا ان عقلكم الباطن و عقلكم الواعي یتفاعلان ویتداخلان بین بعضھما البعض و

یعملان معاً باتفاق و انسجام و سلام ومع الوقت سوف تحصلون على السعادة و السلام و البھجة و

لن یكون ھناك مرض او اضطراب عندما یعمل عقلكم الباطن و الواعي بانسجام و ھدوء ، فلذلك

اجعلوا افكاركم بناءة ، ایجابیة ، صادقة لتحققوا ھذا الھدوء والانسجام

ان عقلكم الباطن یسیطر على كل الوظائف الحیویة في جسمكم ، فمثلا عندما یحدث اضطراب ذھني

)قلق ، خوف ، ضیق ، ...الخ) فان دقات القلب قد تتسارع ، الجلد قد یفرز كمیات من العرق ،

الرئتان قد یصعب علیھا التنفس وھكذا ، و افضل اجراء لمواجھة ذلك ھو الاسترخاء و التحدث

لعقلكم الباطن و اخباره یضطلع بسؤولیة التنظیم بطریقة ھادئة بھا انسجام و في تلك الحالة

ستجدون ان جمیع وظائف جسمكم تعود لطبیعتھا ، تأكدوا إنكم تتحدثون لعقلكم الباطن بصیغة

المسؤول و بالاقناع و سوف یستجیب لاوامركم

ھل تعلمون ان كل منكم لدى عقلھ الباطن قوة شفاء ، و لكن یحتاج لاطلاق كوامن ھذه القوة لیحقق

النتیجة التي یریدھا ، فالشفاء الذاتي یظل أكبر دلیل على قوة الشفاء لدى العقل الباطن

سأذكر لكم قصة حدثت بمنطقة لوردز الفرنسیة ، وھي حالة امرأة اسمھا بییري ، ھذه المرأة

اصیبت بالعمى ضمرت الاعصاب البصریة و أصبحت عدیمة الجدوى ، ذكرت احدى المجلات

الفرنسیة عن ھذا الموضوع ( فقالت ) استطاعت تلك السیدة التي اصیب العصب البصري لدیھا

بضمور استعادة بصرھا بشكل لا یصدق و استعاد العصب البصري عملھ و فائدتھ كما اقر بذلك

العدید من الاطباء بعد فحصھا عدة مرات و بعد مرور شھر و خلال اعادة فحص عین السیدة وجد

ان آلیة الرؤیة إلیھا عادت إلى طبیعتھا بعد ان كانت لا ترى فیھما

وعرف ان السیدة بییري كان لدى لدیھا الثقة العظیمة بنفسھا و قوة عقلھا الباطن و وأمتلأ قلبھا

بالایمان انھا ستشفى ووفقا لھذا الاعتقاد استجاب عقلھا الباطن و أطلق سراح جمیع قوى الشفاء

الكامنة في داخلھا




وھنا علینا ان نعرف ما ھو مبدأ الشفاء ؟

ان عملیة الشفاء تتم بقوة الایمان و الثقة التامة بقدرة ھذا العقل الباطن ، اذاً عملیة الشفاء التي

تمثل المعجزات ترجع للایمان الصادق و الثقة التي تعمل في عقلكم الباطن و تطلق العنوان لقوة

الشفاء

***ویمكن ایضا استخدام عقلك الباطن في مساعدة شفاء الاخرین ( بإذن الله ) وھذا ما یسمى

بالعلاج الغائب اللاموجود

***تعلموا استخدام عقلكم الباطن في مساعدة شفاء الاخرین ( بإذن الله ) فالشفاء بید الله وحده

ولكن ھناك طاقات في الانسان امده الله بھا لیستغلھا

عندما تدعون لمریض و تفكرون بھ علیكم تھدئوا و بعدھا ابعثوا بأفكاركم الایجابیة عن الصحة و

الحیویة في عقلكم الباطن إلى العقل الباطن لمرضاكم

عندما افكر في قدرة ھذا العقل الباطن و في الانسان وما اعطاه الله من قدرات ازید ایماناً ، وتسبیحاً

لله عز وجل ، فسبحان الله جلت قدرتھ ، لو كل شخص منا عرف ذاتھ و ما اعطاه الله من نعم لما

ترك الیأس و الحزن یتخلخل داخلھ




5-طرق عملیة في الشفاء عن طریق العقل الباطن




إن عقلكم لدیھ طریقة في ادارة و سیطرة و توجیھ حیاتكم ، مثل المھندس الذي لدیھ طریقة لبناء

بیت او جسر ، علیكم ان تدركوا ان تلك الطرق و الوسائل ھي امور اولیة اساسیة

فھناك طرق ووسائل تتحقق من آخلال آمالكم و رغباتكم ، و اذا تحققت فھناك وسیلة قد استخدمت

لتحقیقھا ، وھذه الوسیلة المستخدمة ھي وسیلة علمیة

عدة تطبيقات

سوف اتحدث عن طرق علمیة تنمي و تغذي حیاتكم ، و یمكنك استخدامھا
للوصول إلى النتیجة
المطلوبة

طریقة سریعة لتلقیح عقلكم الباطن

تكمن ھذه الطریقة في حث العقل الباطن على تبني و تلقي طلبكم كما ھو مرسل من عقلكم الواعي ،

و تتحقق ھذه الطریقة على أحسن وجھ من خلال حالة حلم الیقظة و الاستغراق في التفكیر في الحلم

علیكم ان تفكروا بھدوء فیما تریدونھ و شاھدوه ، وسیتحقق سریعاً ، سأعطیكم مثال لتفھموا ھذه

*التطبيق الثانى*

الطریقة

كان ھناك فتاة اصیبت باحتقان في الحلق و كحة ، و اعلنت بثبات و تكرار في نفسھا وقالت

(الاحتقان یزول الان ، انني اتخلص من الاحتقان ) وقد زال الاحتقان بعد ساعة من الزمن

ھذه الطریقة جربتھا شخصیا أكثر من مرة و فعلا نتائجھا سریعة ورائعة ، اعزائي استخدمواھذه

الطریقة فھي حقاً فعالة




*
التطبيق الثالث *

طریقة التخیل

ان اسھل و اوضح طریقة لصیاغة فكرة ما و تشكیلھا في عقلكم ھي ان تتخیلوا ھذه الفكرة ، و ان

تروھا بشكل نشط في حیاتكم كما لو كانت شیئا محسوسا ، و في یوم ما ستظھر ھذه الفكرة في

عالمكم المحسوس ( الخارجي ) ، إذا كنتم مؤمنین بالصورة الذھنیة في عقلكم

ھذه الطریقة في التفكیر تشكل انطباعات في عقلكم وھذه الانطباعات تظھر للعیان كحقائق و خبرات

في حیاتكم..

سأذكر لكم مثال بسیط على ھذه الطریقة من تجاربي الشخصیة

فترة من الفترات كنت طریح الفراش لمدة عشرة ایام بسبب برودة الجو وتغیره ، لم اكن استطیع

النھوض من السریر ، فقررت ان انھض و اسیر وامارس حیاتي الیومیة و كأن لیس بي شيء ،

جلست مسترخي ثم تنفست ثلاث مرات بھدوء ، وتخیلت نفسي اني امشي في ارجاء البیت ، و في

حدیقتنا ، وذھبت إلى زیارة أعمامي والاھم من كل ھذا لس مریض ، و فعلا احسست بأن فكرة

سیطرت علي ، وبعد دقیقتین نھضت من السریر ، في البدایة احسست بالتعب والارھاق و عدم

قدرتي على المشي ، و لكن عندما خرجت من غرفتي كنت اقول لنفسي ( خرجت من غرفتي اذا

استطیع المتابعة ) ( لست مریض ) ومن ھذه العبارات كنت احاول تطبیق الفكرة التي في عقلي ،

وفعلا تمشیت في البدایة في ارجاء البیت ثم خرجت للحدیقة قلیلا ، بعدھا ذھبت اصلي ركعتین شكر

لله على نعمة الصحة و العافیة و نعمھ الكثیرة ، وبعد ساعة انخفضت درجة حرارة جسمي و

اصبحت بالمعدل الطبیعي ، و بعد خمس ساعات ذھبت لزیارة احدى أعمامي القریبین من منزلنا

لمدة ربع ساعة ، ثم رجعت للمنزل ، و بعد نصف ساعة خف الاحتقان ، و في الیوم التالي شعرت

بقلیل من الارھاق و لكني بأفضل حال ، ، فتناسیت المرض ومارست حیاتي الیومیة وفي الیوم الذي

بعده كنت بكامل نشاطي ، وكأني لم اصاب بالمرض في الفترة السابقة

اذاَ اعزائي ، اذا استخدمتم طریقة التخیل علیكم ان تھدئوا من سرعة عقلكم الواعي لكي یتیح لكم



إمكانیة تقدیم افكاركم إلى عقلكم الباطن عن طریق الاسترخاء و تنفسكم ببطيء ثم التخیل ، فبعدھا

ستطلقون سراح الصورة الكامنة التي تخیلتموھا



*
التطبيق الرابع *

طریقة الشكر


قال الله تعالى في كتابھ العزیز ( وجعل لكم السمع و الابصار و الافئدة لعلكم تشكرون ( ، ) لئن

شكرتم لأزیدنكم ) ، ( ان الله ذو فضل على الناس ولكن أكثرھم لا یشكرون (

ألیس البصر نعمة ؟ الیس السمع نعمة ؟ الیس الاولاد نعمة ؟ الیس الامن و الامان نعمة ؟ ألیست

الصحة نعمة ؟ كل ھذه نعم من الله عز و جل ، فنعمھ لا تعد و لا تحصى ، علینا ان شكر الله على

نعمھ ، فبالشكر تدوم النعم ، والقلب الشاكر دائما قریب من الله عز وجل...

فعندما یأتي الانسان مرض ما ، و من خلال تكراره ) شكرا لك یا رب ) مرات و مرات سیصل عقلھ

و قلبھ إلى نقطة الرضى ، لیس في المرض وحده یشكر الانسان ربھ و انما في جمیع الاوقات

یتسلل الرضى إلى قلبھ ، فیشعر بالسعادة

اشكروا الله في جمیع الاوقات ، و جربوا ان لا تفارقكم ھذه العبارة ( شكرا لك یا رب على نعمك

علي) ، و صدقوني ستشعرون بالراحة الرضى ، سیتخلخل كل ھذا إلى داخل اعماقكم و عقلكم و

قلبكم ، وستكونون من اسعد الناس على وجھ الارض

ھناك طرق آخرى و لكن نكتفي بھذه الطرق الثلاث ، ویمكنكم ان تستخدموا ھذه الطرق في الشفاء

و ایضا لتحقیق مطالبكم...

ملحوظة.. ترقيم التطبيقات وفقا للدورة كلها

شارك
المشاركة بواسطة محمود بدران
صاحب الموقع

قوالب مدونات بلوجر

المتابعون

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

Blogger templates. Proudly Powered by Blogger.
تعريب وتطوير: قوالب مدونات بلوجر