From: Yogani
Date: Sun Nov 30, 2003 4:02pm
س: أنا مُلحد. صديق أخبرني عن هذه المجموعة. بصراحة، أنا أجد الأصداء
الدينية مزعجة. ولكنني كنت متسائلاً وجربت التأمل، وتفاجأت بشكل سعيد.
أريد أن أكمل لأن هذا يهدىء لي أعصابي، وأبقى متسائلاً عما يمكن أن أتعلمه
بشأن نفسي. ولكنني ما زلت مُلحد! هل هناك شيء مثل التنور من دون الله؟
ج: هناك تنور بالحالتين مع و من دون الله. هذا لأن الكائنات البشرية هم
وراثياً قابلين للتنور، للتحول الى حالة أسمى من التطور، مهما يكن
المعتقد الذي يتبعونه. بإمكاننا القول أن كل الوجود ذاهب نحو ذلك
الاتجاه، من الصخور صعوداً الى كل مملكة الأشياء الحية. كل شيء يتقدم الى
الامام. الانسانية ليست استثناء. نحن البشر لدينا قدرة إضافية وهي ان نقوم
عن وعي بتسريع تطورنا ، ان نختار طريق أسرع، الامر الذي ما هي عليه
اليوغا المتقدمة . بإمكاننا ان نعطي دفعة توربو للعملية التطورية.
كان يوجد دائماً غموض فيما يتعلق بعملية التطور الانساني. إنه غموض عملي،
غموض له هدف. مبدأ الله من قبل الانسانية كان علاقة هيكلية ضرورية. لقد مكن
الانسانية من ان تُسلم نفسها لمصير أعلى منها، والتقرب اليه بحماس. بأفضل
الأحوال، هذا ما هو عليه الايمان بالله – الايمان بالمصير الأعلى للانسانية،
ينبثق من داخلنا، وبالنهاية مُختبر في كل ما حوالينا. الايمان بالله يساعد
الناس على الاشتراك في أكثر مرحلة إثارة من الرحلة الانسانية – عملية
التنور.
هل من الضروري الايمان بالله لكي تتم هذه العملية؟ كلا. ولكن من الضروري أن
نؤمن بشيء لكي نتحرك بإتجاه التنور.
إذا كُنا جالسين في محل قهوة بنيويورك، وأنا أخبرتك أنه يوجد مكان جميل
إسمه كاليفورنيا ويبعد ثلاثة ألاف ميل وأننا يجب ان نذهب لكي نراه، فهل
ستذهب؟ إفترض انك لم تصدقني، لم تصدق أن مكان كهذا موجود أساساً. كيف
ستجد الدافع لكي تذهب؟ سيكون الامر صعباً. كونك لم تكن يوماً بغرب نهر
الميسيسيبي، ستعتقد ان كل من ذهب أبعد من نهر الميسيسيبي قد وقع من على
حافة الارض. هذا هو، بالواقع، كيف شعر الأوروبيون حيال المحيط الاطلسي لحين
ما أتى ناس مثل كولومبوس وماجيلان لكي يبرهنوا أنه هناك عالم جديد على
الجهة الأخرى، والمزيد.
لكي تتم إثارتنا لكي نفعل شيئاً بخصوص التقدم الى الامام، يجب أن نؤمن
بإمكانية المكان المنشود. بالنسبة للعديد، الرحلة بإتجاه الخلاص وقودها
هو الايمان بالله. ولكن ليس من الضروري أن يكون عن الله. بإمكانه أيضاً أن
يكون عن الحقيقة، والايمان أنه هناك حقيقة نهائية عننا، بداخلنا، وأنه
بإمكاننا أن نعيشها، أن نُصبح هي. من الممكن أيضاً أن يكون إيمان بعملية
تحول شخصية، وتجربتنا الخاصة بشأن الموضوع أثناء ممارستنا للتأمل
ولممارسات يوغية أخرى. إختبار الرحلة وهي تنكشف وتتطور طبيعياً بداخلنا
هو أمر كافي لكي نؤمن بما نفعله، لأن هذا التطور بأحد لحظاته سنختبر فيه
طعم السكون والسلام والغبطة وهذا سيُشعل نار الرغبة بالتطور نحو المزيد
والمزيد. بحال كُنا نسلم أنفسنا للسلام والغبطة الصاعدين من داخلنا، أو
لفكرة متابعة الحقيقة الأسمى للحياة، أو لعلاقة مع الله، النتيجة ستكون
ذاتها – تكرس لا يتوقف لأن نُصبح "ذلك" الذي هو حقيقي.
يسوع قال، "ستعرفون الحقيقة، والحقيقة ستحرركم." ...لا ذكر لله هنا.
كلمة "الله" لا توجد بالبوذية أو بالتاوية. كُل منهما وجد الدافع الفكري
والعاطفي لكي يتقرب من اللامتناهي الذي بالداخل. في كل المقاربات إنه نفس
الشيء الذي يتم البحث عنه، تلك الحقيقة الداخلية العظمى التي تقع في
أعماق قلوبنا، عقولنا وحواسنا – تلك التي بإمكاننا أن نندمج معها عبر
وسائل مباشرة، التي، بدورها، بشكل براق تنير قلوبنا، عقولنا وحواسنا.
هذا هو الاتحاد. بأي إسم أو نظام عقائدي، النتيجة ستكون نفسها، ما دام
المريد قد وجد الدافع لكي يطبق وسائل التحول على نحو يومي.
فإذاً، لا يهم كيف وصلت الى الايمان بمكان يُدعى، "كاليفورنيا." من الممكن
حتى أن تسميه عبر اسم آخر. إذا كنت تؤمن كفاية لدرجة أن تستمر بوضع قدم
أمام الأخرى، ستصل بالنهاية الى أن تُغطس أصابعك بالمحيط الهادىء. إذا كنت
لا تؤمن أنه هناك، فأنت على الأغلب لن تبذل الجهد لكي تذهب الى هناك. إن
الامر بهذه البساطة.
فكر بالتنور بأية طريقة تُلهمك الأكثر، واستعمل ذلك الالهام للتأمل كل
يوم ...
كُن متحملاً ومتسامحاً مع إخواتك و أخواتك الذين يجلون مُعتقدات مختلفة عن
خاصتك. كل منا سوف يطور طريقه وشغفه الخاص للرحلة، ونحن جامعين متوجهين
الى المنزل.
المعلم في داخلك.