في داخلنا شخصيتان : الأولى ( المدير ، المعلم ، المرشد ) أي النفس الخارجية الظاهرة ، والشخصية الثانية هي النفس الداخلية ( العامل ، التلميذ أي الني تؤدي المهارات ) ويطلق عليهما الوعي واللاوعي ، الهذا والذات …الخ ، والهذا هو الجانب الشعوري من النفس الذي يعد الطاقة الغريزية أو البهيمية ، فإذا اتخذنا قراراً واعياً بأنه ليس باستطاعتنا عمل شيء ، فإن النفس الداخلية تقبل ذلك القرار وتجعله حقيقة ، والعكس هو الصحيح ، حين نتخذ قراراً بأن باستطاعتنا عمل شيء ، فالنفس الداخلية تقبل القرار وتهيئ كل قواها لجعل القرار نافذاً ، لذا يتوجب علينا أن نعي الأسلوب المناسب للتعامل مع النفس الداخلية ونعيد النظر في كل ما يقيد نفسنا الداخلية ثم نبدأ بإسقاط كل ما يعد غير منطقي ، فيجب أن لا نتسرع في الحكم بعدم مقدرتنا على عمل شيء ما لأننا فقط لم نعمله سابقاً ، لأن المحاولة وقابلية التقليد وإعطاء التعليمات وإجراء التجارب هي من المظاهر الرئيسية للنفس الداخلية في التأثير عليها .
هنالك ثلاث مستويات من الذهن تعمل في نفسك الداخلية ، وهي : الذهن الواقعي ، الذهن المبرمج ، الذهن الحدسي ،
الذهن الواقعي : يعود للعالم الموضوعي المادي ، وتنعكس محتويات هذا الذهن عبر حواسنا الطبيعية ، فالمعلومات الواردة إلينا تسجل على مادة أجسامنا ، والذهن الواقعي هو المادة الذكية المسئولة عن تسجيل كل تجاربنا ، وهذا المستوى من الذهن أو الذكاء هو دائماً أساس المستويات الأخرى، إنه الحقيقة الملموسة ، عالم الحقائق
الذهن المبرمج : وهو المستوى دون الوعي حيث تنبع الأفكار ، فيه تتم عملية التقويم للعالم الموضوعي في الخطأ والصواب ، والفضيلة والرذيلة ، ويتطور هذا الذهن بمرور الزمن ، إذ يتحرك من الوعي إلى اللاوعي ليستقر هناك كإطار للفعل والتصرف ، وهو يقع فوق الواقعي تماماً وينسحب تأثيره على كل أفعالنا .
الذهن الحدسي أو التخميني : المبني على الشعور ، ويكون عادة أكثر قوة من المبرمج ، وهو يقع خلف الوعي ، ومعظمنا يعيق ما يبعثه من رسائل من خلال الالتزام بما يمليه عليه الذهن الواقعي الواعي والعقلاني ، وقد تعلمنا منذ الصغر بضرورة إهمال أحاسيسنا الداخلية بغية أن نتصرف ونفكر مثلما يريد الآخرون ن لذا فإن مسالة اكتساب الانفتاح للرسائل القادمة من الذهن الحدسي لها أهمية خاصة وكبيرة في مجال ممارسة المهارات النفسية من خلال أداء التمارين
الذهن الحدسي يقع في النصف الأيمن من الدماغ ، بينما العقلاني في النصف الأيسر حيث يوجد الوعي ، أما المبرمج فيقع في أسفلهما ، وهو اللاوعي الذي يمتص المواد حول عالمنا من الأحاسيس والحدس .
الدماغ ينقسم إلى وحدات تؤدي عملها على شكل مستقل وتسمى هذه الوحدات بالعقول ، وتعتمد قابلية الشخص على استخدام الجسم بكامله أو جزء منه ، على قابليته في استخدام الدماغ بكامله وبكل أجزاءه
تصدر كل العقول كإحدى مظاهرها الإيجابية ما يعرف بالطاقة ، فيما تمتص أيضاً طاقة ، وهذا يمثل أحد مظاهرها السلبية ، وتتحرك الطاقتان بذبذبات ضمن ترددات مختلفة ، وكلما كان التردد منخفضاً كانت المادة الفعلية الناجمة عنه أكثر صلابة .
الذهن الواقعي يتذبذب على نحو أكثر بطئاً من المبرمج اللاواعي ، وهذا أيضاً يتذبذب بشكل أبطأ من العقل المفكر العقلاني للوعي ، أما الذهن الحدسي فإنه وبحركة أشبه بالوميض يلقي أفكاره داخل الذهن الواعي كي تأخذ طريقها في التطوير والتضخم .
للممارسات النفسية قدراً معيناً من التطور على مستوى اللاوعي ، فكل ما نفكر أو نشعر به يتم بثه بهدوء عبر الموجات الهوائية ، وتترك تلك الأفكار والمشاعر آثاراً على المحيط وتقوم هذه الإشعاعات العقلية والعاطفية بتكوين المستقبل ، فهي تقوم بخلق الظروف لتظهر فيما بعد بتأثيراتها على العلاقات الحالية وشخصيتنا الخاصة ، فالترابط بين اللاوعي الموجه واللاوعي المعكوس يعد عملية متواصلة ومسؤولة عن تكوين العالم الخاص بنا .ومن خلال تطوير المهارات النفسية تحدث السيطرة على المتدفق من هذه الإشعاعات الطاقوية سواء في خروجها أو دخولها .